
فلسطين ساعتان وحزمة رشىً
احتلت زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى منطقة الشرق الأوسط مساحة واسعة من النقاش والتحليلات عن أهداف الزيارة، وما يمكن أن ينتج عنها، في ظل المتغيرات التي فرضتها الحرب في أوكرانيا على السياسة الإقليمية والدولية على أكثر من صعيد، وعلى الرغم من تضارب التصريحات الصادرة عن البيت الأبيض، والإعلام الأميركي حول المرجو تحقيقه من الزيارة، والموقف المسبق الذ
أُم اللوز
بداية أسجل اعتذاري على اختيار العنوان الذي ارتبط بالطالبة، التي جعل منها الجهلة، ومرتزقو العلم، ومتنطعو السوشيال ميديا، رمزًا للسخرية، حيث عبرت بعفويتها وبساطتها عن حالة طارئة أثناء تطبيق امتحانات الثانوية العامة، ولكنها كشفت بتلك العفوية، وما تبعها من تعليقات على الواقعة عن واقع مرير يعبر عن حالة التردي الأخلاقي والقيمي على نطاق واسع، وكشفت أيضًا
أيّها القادة اخلعوا الأقنعة
لست وحدي من تأثر سلبًا بالمشاهد المُهينة التي صاحبت مسيرة الأعلام الصهيونية واقتحامها الأحياء الإسلامية في القدس، ولكنّ مشهد السكون الشعبي الفلسطيني والعربي الذي صاحب تلك المشاهد كان الأكثر ايلامًا، فقد أحدث في الأنفس غصة، ولست هنا بوارد البحث في الأسباب التي أوصلتنا إلى تلك المشاهد، فقد باتت واضحة، وأشبعها الباحثون والكُتاب بحثًا وتمحيصًا . لقد ك
عاش الوطن والشعب
تتصاعد وتيرة الصخب الإعلامي حول مسيرة الأعلام المزمع القيام بها في ذكرى يوم القدس احتفالا باحتلالها عام 1967، حيث يأتي هذا التصعيد في إطار محاولة كي الوعي العربي والإسلامي والدولي لتثبيت الرؤية الاسرائيلية المزعومة حول حقوقهم الدينية في القدس والمسجد الأقصى المبارك ، مستغلة الوضع الحالي الذي تشهده المنطقة العربية من أزمات سياسية واقتصادية وأمنية كب
أردوغان ... التراجع القصري للطموحات
بعد مخاض استمر أكثر من عشر سنوات في منطقة الشرق الأوسط لتغيير الأنظمة الحاكمة، حيث بُذلت جهود هائلة لتنفيذ مشروع تولية حركات الإسلام السياسي الحكم، وقد رافق المشروع بعث أحلام قد تلاشت عبر التاريخ، وإحياء طموحات إرثية، ورغبة جامحة في صناعة تاريخ شخصي سقت بذوره المنامات الليلية، وراودت أصحابه أمجاد حُكم قد ولى . بعد فشل مشروع تمكين حركات الإسلام ا
الرئيس عبّاس في لهيب السلام
بعد مخاض دام قرابة الثلاثين عامًا للعملية السلميّة لم تنجح في وضع حَمّلها المنشود، ولم تسفر عن أي أفق سياسي حقيقي، وإنّما أنجبت صفقة القرن التي وئدت على ما يبدو فلسطينيًا وإعلاميًا، لكنها تأخذ مجراها في التطبيق بتصاعد بياني محسوب ومدروس، ففي هذا الإطار لم تُلغِ أميركا قرارها بالسيادة الإسرائيلية على القدس واعتبارها عاصمة موحدة لإسرائيل، ولم تفِ أمي
قمة جنين تعلو قمة النّقب
سعت اسرائيل عبر وجودها الزائف وقوتها الباطشة وحلفائها الجنّدريون، وأدواتها الساقطة الهابطة لمحو الشّعب الفلسطيني عن خارطة الوجود الإنساني، بتأثيرها على الوعي العقلي الجمعي العربي والإسلامي، بشعار السلام تارة وأخرى بالتعاون الأمني، وثالثة بالتحالف الاقتصادي. حيث بلغت تلك المحاولات ذروتها بموجة التطبيع الهستيرية، وخُيِّل إليها بعد نجاحها في استغلا
الصّراع العربي الإيراني
يتبادر إلى الذهن العربي وعلى الفور حينما يلامس سَمْعُه مصطلح الصراع، اسرائيل وكيانها الاحتلالي، فقد ارتبط هذا المصطلح ارتباطًا وثيقًا وجدانيًّا وعقليًّا بالجريمة الكبرى الذي ارتكبتها الصهيوأميركية العالمية بحقّ العرب باحتلال قلب الأمّة فلسطين، ثم سيناء المصرية والجولان السورية، وأضحى مفهوم الصراع جزءًا من الثقافة العربية والإسلامية، ومرجعًا لطبيعة
ولي العهد ابن سلمان والتطفل الأميركي
ألقت الأزمة الأوكرانية الروسية بتداعياتها الاقتصادية والسياسية حول العالم، وخاصة في مجالي الغذاء والطاقة، وكان لمنطقة الخليج العربي الدور الأبرز والاهتمام الأكبر لما تملكه من تأثير كبير على سوق الطاقة العالمي في ظل الحرب الاقتصادية الغربية الروسية، وانصب التركيز الأميركي على المملكة العربية السعودية لزيادة إنتاجها من النفط للسيطرة على الأسعار، ولكن
أوروبا ... الخديعةُ الكبرى
يدور الحديث طويلًا في الأروقة الفلسطينية وعلى وجه الخصوص، الرسميّة منها، حول استئناف التمويل والدعم الأوروبي لموازنة السلطة الفلسطينية، حيث يمثّل هذا الدعم والإسناد العمود الفقري للموازنة العامة، وله تأثيره المباشر على الدّورة الاقتصادية لملامسته قطاعات هامّة كالصّحة والتعليم والقضاء، ورواتب الوظيفة الحكومية العمومية، ولم يأتِ هذا الدّعم هِبة ولا م
دهاقنة الساسة في خدمة صاحبة الجلالة
بعد سيل الاستفزازات والخروقات التي قامت بها واشنطن لروسيا من خلال تمددها شرقًا، وضم العديد من دول الاتحاد السوفيتي السابق للناتو، ومحاولتها نقل الغاز الاسرائيلي لأوروبا عبر الأراضي التركية والسورية، وبعد انتفاعها من مئات المليارات الروسية عبر الشبكة الاستثمارية الغربية الروسية، إلا أنّ الاستراتيجية الأميركية القائمة على الغموض والأنانية والمكر، دفع
الشيطان والثالوث الروسي
المتتبع لسير الأحداث التاريخية من وقت انتهاء الحرب العالمية الثانية، وحتى يوم الناس هذا يلحظ عدم تسجيل استخدام للمفردات العسكرية المرتبطة بالسلاح النّووي على المستوى الرسمي، إلا في هذه الآونة التي تشهد معركة نفوذ كبرى أميركية روسية حلبتها الساخنة أوكرانيا، فالعودة لاستخدام المفردات النّووية، والتلويح الصريح بإمكانية استخدامها من طرفي المعركة القائم
أوكرانيا تسقط الأقنعة
الأزمة الأوكرانية كشفت عن العديد من الصور الحقيقية، والتي لطالما تشدّقت بها أوروبا وأميركا على الصعيدين الإنساني والسياسي، فكانوا قد صدّروا للعالم ملكيّتهم الفكريّة الحصريّة للحريّة والتعبير، وحصروا ممارستها في دولهم وشعوبهم، ومع أول تجربة حقيقيّة تمسّ بوجودهم وحقوقهم بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، سارعوا لحجب القنوات الروسية الفضائية والإذاعية
المقاومة الشَّعبيّة وموقف الشَّعبيّة
إنَّ أهمّ عوامل نجاح المقاومة الشعبيّة، هو استنادها إلى استراتيجيٍة قابلٍة للتحقيق، وقيادٍة مؤمنٍة بالفكرة إيمانًا حقيقيًّا، وليس مجرّد إيمان توافقي لضمان التمثيل ثم تصبح عالة على المقاومة ومثبّطةً لها، إنَّ حالة الركون والسكون التي اعتَلت طبيعة الصّراع مع المحتل، تشكّل دافعًا لضرورة تفعيل المقاومة الشعبية، لاستعادة الرّوح لحالة الصراع مع المحتل، و
تنهيدة البجعة الأخيرة
إنَّ الهستيريا التي تبثّها أميركا وغالبيّة دول الناتو حول الأزمة الأوكرانية مع روسيا الاتّحاديّة، وتصدير حالة الحرب وكأنَّها وقعت فعلًا، وذلك من خلال الطلب من رعاياهم وطواقم سفاراتهم مغادرة أوكرانيا، وإرسال قوّات أميركية إلى دول شرق أوروبا، وتزويد أوكرانيا بأنواع مختلفة من السّلاح، وتشكيل مجموعات قتاليّة من المدنيين الأوكرانيين، ونشر سيناريوهات الح
منظمةُ التحريِر الفلسطينيّة على حافّةِ الهاوية
إنَّ محاولات تغييب أيّ جسم قانوني يُعبّر عن الوحدة الجغرافية والسياسية لفلسطين، ووجودها كدولة ذات سيادة لم تتوقف منذ احتلالها، وفي هذا الإطار تم إفشال حكومة عموم فلسطين برئاسة الحاج أمين الحسيني التي طمحت حماية كيان دولة فلسطين، وذلك بسبب تداعيات مختلفة لا يحتملها السياق، وتمّ الاستعاضة عنها بتشكيل المجلس الوطني الفلسطيني كهيئة تمثل الشعب الفلسطيني
المُعادلة الصّفرية في الشّرق الأوسط
شهدت العشريّة الثانية لهذه الألفيّة متغيرات متسارعة بلغت ذروتها بفشل حركات الإسلام السياسي في المحافظة على بقائها في سدة الحكم بعد إعصار الفوضى الأميركية الخلاقة التي عمت المنطقة، وكذلك التغول الإيراني على السيادة العربية، فكان من نتائجها سقوط بعضًا من الدّول في أتون الحرب الأهليّة، وانكشاف المسار الأميركي في المنطقة بعد تخلّيه عن حلفائه، فمهّدت هذ