
عن شاعر كبير في ذكرى غيابه

محمد جبر الريفي
أمد/ في مثل هذا اليوم قبل عامين رحل الشاعر الكبير عز الدين المناصرة الذي أفرد لعنب الخليل أجمل الأبيات وصاحب َمفردات قصيدة جفرا وقصيدة بالأحمر كفناه بالآخضر كفناه الذي غناها الفنان اللبناني التقدمي مارسيل خليفه..
رحل الشاعر الكنعاني المتجذر باشعاره بأرض بعيدا عن الوطن الذي نظم له أجمل القصائد وبذلك يعتبر هذا الرحيل خسارة للمشهد الثقافي الفلسطيني والعربي في وقت يحتاج هذا المشهد لأدباء وكتاب ومثقفين ثوريين في مواجهة مشهد الانحطاط السياسي والأخلاقي التطبيعي مع العدو ..
عرفت الشاعر المناصرة منذ عام 64 من القرن الماضي حيث كان زميلا لي في كلية دار العلوم بجامعة القاهرة في نفس العام الدراسي وكان لي ولبعض الزملاء من أبناء الوطن كان لنا السبق في سماع اول قصائده الجميلة حيث كان يقرأها لنا في الاستراحة بين المحاضرات وشعور بالسعاده كانت تغمره وكانت تبدو واضحة على محياه وذلك بعد أن يكون قد اجتهد في اتمامها من الناحية الفنية حيث الصياغة في اختيار الألفاظ الجزلة والمعاني الموحية والجرس الموسيقى العذب ..
كان الشاعر الكبير الدكتور محمد عز الدين المناصرة وهذا هو اسمه الكامل المركب "محمد عز الدين " مثالا للا نتماء الوطني الصادق الذي عبر عنه في كل نتاجه الشعري الوفير الخالد الملتزم بخيار المقاومة كنهج نضالي وحيد للتحرير وقد مارسه بالفعل بعد تخرجه بالالتحاق بقوات الثورة الفلسطينية في لبنان وفي بيروت كان قد طبع ونشر ديوانه الأول يا عنب الخليل عام 68 ثم توالت أعماله الشعرية والنقدية التي أثرت المكتبة الأدبية الفلسطينية والعربية وعملت على تطوير مناهج النقد الثقافي الحديث
وقد أشاد بأعماله الناقد الكبير احسان عباس ووصفه بأنه أحد رواد الحركة الشعرية الحديثة وهو بذلك يعد من الناحية الأدبية خاصة في مجال الشعر في مستوى القامات الشعرية الوطنية الكبيرة التي رحلت عن عالمنا أمثال توفيق زياد ومحمود درويش وسميح القاسم ومعين بسيسو وأحمد دحبور و...
والتي عبرت القضية الفلسطينية كقضية وطنية تحررية من خلال نتاجهم الشعري المقاوم إلى العالم أجمع... لروحه الرحمه والسلام..