فجور الإعلام وتردّي الأفهام..!

تابعنا على:   08:39 2022-05-31

د. محمد صالح الشنطي

أمد/ يا أبناء الفتح خاصة وأبناء فلسطين وأمتنا عامة، لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين
لسنا ضد حماس (المقاتلين المجاهدين) ؛ ولكننا نقف في وجه حماس (المزايدين المضلّلين) الذين يمتشقون ألسنتهم في حرب كلامية ذَرِبة يهدّدون ويتوعّدون ويشتمون ويتهمون ويقولون ما لا يفعلون (والمية بتكذب الغطاس): (إن عدتم عدنا) (سنغير وجه المنطقة والعالم) (سنخوضها حرباً ضروساً تأكل الأخضر واليابس ، لقد قلبنا المعادلة نحن من يقرّر ، نحن من نجلس على الطاولة ، ويخرج القائد أبو ابراهيم متحدّيا قادة العدو ، وينبري الزعماء ليتوعّدوا العدو إن نال من القائد البطل ، يعزف الزعيم على سيمفونية التهديد والوعيد ، ويلحن قادة العدو أغنية البطولة المدّعاة ويلوّحون بسيف الاغتيال (وقد يفعلونها) في تناغم مكشوف ، لقد أشهروا سيف القدس في وجوه من ينبري لأكاذيبهم بعد أن تثلّم سيفهم الذي امتشقوه في وجه فتح ليحبطوا نضالات المناضلين في القدس والشيخ جراح ؛ وظلوا يكذبون باسم هذا السيف الذي ثلّموه ، سرقوا وهج البطولة من مقاتلي جنين وذرّوا تراب الفتنة في عيون المناضلين ، واستولوا دعائيا على تضحيات الصحفية الشهيدة شيرين ، وملأوا الدنيا صراخا ليغطوا على احتفاء فتح بها وببطولتها في اتزان واحترام و مهابة ، وقد هالني ذلك الفجور الإعلامي الذي رافق انتخابات جامعة بير زيت؛ فقد كوّنوا كتائب مقاتلة اصطفت كأنها في ميدان معركة وراحت تنهش في جسم فتح والسلطة وأجهزتها الأمنية ، وتسلقهم بألسنة حداد ، لقد ذكّرني مشهد خطيبهم وصولاته وجولاته بما كان يروى عن فرسان الجاهلية وخطباء سوق عكاظ في الجاهلية ، سمحت لهم السلطة التي يشتمونها ليل نهار في حشودهم المحتشدة في دوار المنارة بأن يفعلوا ما يريدون يهتفون وينادون بالتبور وعظائم الأمور ، واتخذوا من استشهاد نزار بنات قميص عثمان وراحوا يتغنون بأمجاده وهو (رحمه الله) من أجناد أحمد جبريل الذي كان موقفه للقاصي والداني معروفا ، ونحن بالطبع متعاطفون معه ونعتبر قَتلَته متواطئين مع أعداء الوطن ، ولكن الحقائق لا تغطى بغربال ، وهل كان ياسر عرفات الذي يتمسّحون بأعتابه إلّا خائناً في نظرهم قبل استشهاد وبعضهم لازال يعتبره خائنا ويهوديا متنكره ، وحين أعلن انه يقف على أبواب الشهادة راح بعضهم يشنّعون عليه، فلما استشهد تحسّروا على أيامه مع فريق من المزايدين يمدحونه في العلن ويشتمونه في الخفاء.
انتخابات الضفة وفوزهم في جامعة بير زيت يضحدُ مزاعمهم حول الاضهاد والمنع وتكميم الأفواه من قبل السلطة واجهزتها ، فلتصرخوا في وجوههم: لماذا لا تُجروا انتخابات النقابات والبلديات في قطاع غزة كما فعلت السلطة في الضفة، الجواب سهل للغاية لأنكم موقنون بالخسارة بعد أن جرّبكم أهلها فقوضتم أواصرها وشتتم شبابها وقمعتم حرياتها وأفقرتم أهلها وعاث بعضكم فيها فساداً فكانت حصيلة الإنجازات أرتالاً من الخطب وقوافل من الضحايا و دمارًا وخراباً وأنا هنا لا أنطلق من منطلق شخصي فلي صداقات أعتز بها مع كثير منهم ، نحن لا نكرهكم ولكننا نأسف لممارسات فريق منهم قطّعوا أوصال الوطن وأنشأو فيلقاً من المعاقين ومبتوري الأطراف ودوّنوا مجلدات من الادعاءات والأكاذيب وتراثاً من المزاعم والعنتريات، بلوناكم فعرفناكم هذا لسان حال أهل غزة ؛ أما الضفة (فقد أكلوا في عقل السذج من أهلها حلاوة) فتخيّلوهم أطهاراً أبرارً في غيبة إلإعلام القوي الذي يمتلك زمام المبادرة وفي ظل إعلام هاديء بارد يكتفي ببثّ الأخبار كما جاء على لسان الإعلامي الفتحاوي النشط محمد منذر البطة.
يا أبناء الفتح يا سدنة المشروع الوطني استعيدوا صوتكم النقي، وانبذوا المتسلقين والمتزلفين واحزموا أمركم، وليعد من حاد منكم عن الطريق إلى رشده، ونقوا صفوفكم من المتزلفين والمتسلقين والانتهازيين؛ فما زالت جذوتكم مشتعلة وسراجكم منيرا، ولم تستطع صرخات الخطباء وأرباب الدعايات والمزوّرين أن تنكر تضحياتكم ... (وما خفي كان أعظم)......

اخر الأخبار