عشرون عاما على رحيل العراق ..

تابعنا على:   15:32 2023-03-19

حسن النويهي

أمد/ منذ عشرين عاما انتقل العراق العربي الأبي الشهم ذو العزة والانفه والكبرياء العراق القوي حاضنة الامه وحائط الصد الواقف أمام رياح الشر والعدوان والحقد الفارسي حامي البوابة الشرقيه العراق الغني بثرواته وابناءه وعلماءه وجامعاته وشركاته الصناعيه التى وباجماع دولى انتقلت بالعراق من دوله متخلفه من دول العالم الثالث إلى دوله على أعتاب العالم المتقدم ..

العراق المنفتح الرائد الذي ضرب مثالا في حرية المرأه واصبحت الماجدة العراقيه تحتل مكانها في مقدمة الصفوف والمواقع الرسميه 

العراق المدنى فلا طائفية ولا مذهبيه رسميه بل الجميع سواسيه لا فرق بين عربى او كردي او سنى او شيعي او ازيدي او تركماني او صابني كلهم عراقيون وأمام القانون سواء . 

العراق المتمدن وقد تفوق على سائر اقرانه في الخدمات وشبكة الطرق العصريه والقطارات والمطارات الحديثة وشبكة الكهرباء والمياه والسدود...

العراق القوي حيث بنى سابع جيش في العالم ورابع جيش في المنطقه بقوه ميكانيكيه واليه وصاروخيه وعدد وعده وأثبت ذلك في قتال وتجربه وردع ومطاوله في ساحات المعارك والوغى وليس مجرد اوسمة ونياشين في ساحات العرض والاستعراض ..

العراق ذو المنعه الاقتصاديه والملاءة الماليه والاستقلال في القرار والإنتاج والاليات..

كان صاحب صوت وله يد طولى في المنظمات والمؤسسات الدوليه وصاحب قرار يحترم في الأسواق نفطيه ام غيرها ..

العراق الذي حافظ على كرامة شعبه وحقه في الحياه الكريمه صاحب افضل تجربه في مواجهه الحصار عبر البطاقه التموينيه التي شملت كل متطلبات الاسره العراقيه بملاميم ..

العراق العربي رافعة الامه والأخ الأكبر لم يترك بلدا او دوله الا وتفقدها ولم يبخل على احد من الاشقاء بمال او سلاح او دم ...

العراق صاحب الحضور والكلمه في المنظمات الدوليه واينمايحضر العراق تجد الهيبه والكلمه الموزونة ورجال الدوله ..

انتقل العراق إلى رحمة الله بعد ان تامر عليه المتامرون وخشى من تفوقه وقوته الاعداء وغار منه الاشقاء أخوة يوسف وغدر به الابناء،الذين عاشوا على فتات الاجهزه والدول ..صمد  العراق في وجه المؤتمرات وحاول وطاول واستخدم الدبلوماسية وغيرها وقاتل عندما لم يكن من القتال بد ودافع عن حقوقه وعن حق الامه وعن فلسطين ولم يركع ولم يجبن وخرج شاهرا سيفه في وجه الظلم أينما وجد .. 

انتقل الى رحمه الله ليتسلم الورثه الذين أرادوا بموته تمزيقه واعادته اربعشرة قرنا إلى الوراء واعادة احياء،الفتن الطائفية وانتشار المراسم والتخلف والقهر واحياء المناسبات ونشر الفرقه وتسلط السفله من احزاب عميله واجهزه امنيه دوليه على ابناء العراق وشرفاءه 

نهبوا ثرواته ودمروا مقدراته مئات المليارات وأصبح العراق يحتل رقم واحد عالميا في الفساد والسرقه والنهب وسوء الحياة المعيشيه وانتشار الأمراض المجتمعية والبيئيه ...سقط التعليم وتفشت الاميه وصارت الدكتوراه بفلس وسحبت اليونسكوا اعترافها من  الجامعات العراقيه وصارت احتفالات التخرج لطميه وتوزيع الاوسمه والرتب العسكريه من قبل المعممين وكلمة المرجعيه هي العليا وايران من تحكم وتعين وتتحكم بالقرار بعد ان تركت لها أمريكا حق التصرف في العراق داخليا وامريكا حق التصرف بمقدرات وثروات وقرار العراق دوليا ..

عشرون عاما مضت على رحيل العراق رأينا فيها كيف اختلت الموازين وفقدت الامه اتزانها وحضورها واصبحت مطيه لمن ركب ..

عشرون عاما من الانحطاط وفقدان الكرامه بعد ان غاب العراق ..

عشرون عاما من القهر ونحن نري هذه الأمعات تحكم وتتحكم وتثاغي كالخراف ..

عشرون عاما بلا خدمات ولا كهرباء ولا تعليم ولا صحه ولا دواء وما زال ابناء العراق مشردين حول العالم ..

عشرون عاما من التخلف والمليشيات العفنه والعمائم المتسخه وبرلمانات التشريب ومراقد للعملاء اول مره نشوف عميل يقام له مرقد ..

عشرون عاما كن النهب والسرقه في كل مكان وموضع ولم يسلم حجر على حجر في العراق حتى الحمامات يسرقون ورق التواليت منها ..

عشرون عاما من اليتم والضياع وما زال الخراب والهوان والتامر وبسط اليد لتقطيع اوصال العراق ومنع عودته إلى الحياة من جديد خوفا وحذرا فما زالوا يخافون العراق رغم كل ما حل به ...رحم الله صدام حسين ورحم العراق العربي..

 

اخر الأخبار