
اتفاقيات سياسية مجحفة لصالح المشروع الصهيوني

محمد جبر الريفي
أمد/ كل الاتفاقيات السياسية المتعلقة بالمنطقة العربية كانت كما يثبت الواقع السياسي الحالي حلقة من حلقات التأمر على شعوب المنطقة العربية ذات النسيج الحضاري الواحد وعلي مستقبلها السياسي من اتفاقية سايكس بيكو إلى اتفاقية كامب ديفيد إلى اتفاقتي اوسلو ووادي عربة وان كان لكل اتفاقية سياسية من هذه الاتفاقيات ظرفها السياسي وخصوصيتها الإقليمية .. كانت اتفاقية سايكس بيكو هي الأخطر من بين هذه الاتفاقيات لأنها شرعت أولا لتحقيق هدف التجزئة السياسية العربية الممنهجة الذي طالبت به وثيقة بانرمان البريطانية في معرض الحديث عن زوال الأمبروطريات في العالم وذلك منعا لوحدة دول المنطقة وحفظا للمصالح الاستعمارية من التهديد وكانت ارضيتها الجغرافية المشرق العربي تمهيدا لإقامة الدولة اليهودية في فلسطين وهي الجزء الجنوبي من سورية الكبرى ولو استمرت سورية الكبرى موحدة كما كان يطالب المؤتمر السوري الأول والثاني الذي نادى باستقلال سوريا بإقاليمها الأربعة ( سوريا لبنان فلسطين الأردن ) لما استطاع المشروع الصهيوني أن يجد طريقه للتطبيق على يد بريطانيا الاستعمارية التي كانت منتدبة على فلسطين بعد هزيمة دولة الخلافة العثمانية في الحرب العالمية الأولى ..بعد أفول نجم بريطانيا الاستعمارية من على مسرح السياسة الدولية كالدولة الأعظم في العالم وحلول الولايات المتحدة مكانها في الحركة الاستعمارية تطبيقا لنظرية وزير الخارجية الأمريكي الأسبق فوستر دالاس المسماة بملء الفراغ سعت واشنطن لشرعنة الكيان الصهيوني في قلب الوطن العربي لتعميق واقع التجزئة السياسية بفصل المشرق العربي عن المغرب العربي وكانت حرب الأيام الستة في يونيو حزيران 67 التي حسمت لصالح الكيان بما عرفت وقتها باسم النكسة فرصة سياسية سانحة لتوقيع اتفاقية كامب ديفيد بين مصر والكيان ليتحقق اول اعتراف سياسي عربي به ومن أكبر دولة عربية لها مكانتها الإقليمية وليستمر الدور السياسي الأمريكي بعد ذلك في سعيه التامري على شعوب ومستقبل المنطقة ومن خلال توظيف القضية الفلسطينية لهذا المخطط الامبريالي كان التوصل إلى اتفاقية اوسلو أولا التي اعترفت فيها منظمة التحرير الفلسطينية بدولة الكيان الصهيوني ثم تبع ذلك الأردن بتوقيع اتفاقية وادي عربة .. ثلاثة اتفاقيات سياسية رعتها الولايات المتحدة كلها كانت لصالح المشروع الصهيوني حيث لم تحقق هذه الاتفاقيات التسوية السياسية العادلة للقضية الفلسطينية حيث ظلت بدون حل نهائي يطوي صفحة الصراع العربي الصهيوني وكان ذلك بسبب جنوح الكيان الصهيوني على اختلاف حكوماته نحو التطرف اليميني والتمسك بالفكر الصهيوني العنصري المغرق بتعاليم التوراة وأدعية التلمود في الحنين إلى ما يسمى بأرض الميعاد المزعوم.