أمد/ اليوم في فلسطين مناسبة هامة بهيّة بهيجة، "عرس وطني قومي اسلامي سعودي فلسطيني"، بمناسبة تقديم اوراق اعتماد السفير السعودي نايف السديري سفيرا مفوّضا وفوق العادة لدى السلطة الوطنية الفلسطينيّة ( دولة فلسطين) وقنصلا عاما في القدس، في احتفال بروتوكولي في مقر المقاطعة استقبله فيه الرئيس الفلسطيني محمود عباس حسب طقوس تقبّل اوراق اعتماد السفراء المتعارف عليها دوليّا ودبلوماسيّا.

لكن اعتماد سفيرٍ للملكة العربية السعودية "غير مقيمٍ" في فلسطين لا يمكن ان يكون حدثا عاديّا او ان "نمرّ عليه مرور الكرام"، دون توقّف وتدبّر وتفكّير وتدقيق وتمحيص وتحميص على نار هادئة، لان السعوديّة، دون شكٍ ولا مواربة ولا انتظار ولا ابطاء ولا تأخير تعني ما تعنيه من "ثقلٍ" وازن موزونٍ معروف معترف به مسلّم به على مستوى العالمين العربي والاسلامي وعلى مستوى العالم قاطبة.

السعوديّة تأتي إلى فلسطين بقافلة محمّلة "مدبوزة" بالمزايا "والهدايا والعطايا" وخاصة وانها تتبوّأ في السنوات الاخيرة، عن جدارة واقتدار، موقعا متميّزا على خارطة العالم، مدعّمة بثقلها الاقتصادي والمالي إلى جانب ثقلها الديني والروحي والاقليمي.

تأتي السعوديّة إلى فلسطين ليتعانق الحرمين الشريفين في مكّة والمدينة المنوّرة  مع المسجد الاقصى في القدس، اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.

تأتي السعوديّة إلى فلسطين وهي تؤكّد على موقفها التاريخي وسياستها التقليدية الرصينة بأن "لُبّ" الموضوع يتمثّل في حل القضية الفلسطينية واقامة دولة فلسطينيّة مستقّلة وعاصمتها القدس الشرقية، هذا هو الكللام الفصل والجوهري والاساسي.

تأتي السعوديّة إلى فلسطين وهي متحررة من "الضغوط الامريكية والاسرائيلية والغربية والدولية، وخاصة بعد اتفاق مصالحتها مع جارتها ايران برعاية كريمة صينيّة، ودخولها عضوا كامل العضويّة في البريكس، وحضورها مؤتمر ال 77 والصين في هافانا عاصمة كوبا.

 تأتي السعوديّة إلى فلسطين بنيّة اخويّة صادقة لمساعدتها ومساعدة شعبنا الفلسطيني الرازح تحت الاحتلال بصعوبات سياسية واقتصادية ومالية جمّة. وقد ظهرت بعض بوادر هذا التوجّه السعودي في الاجتماعات التي جرت في السعودية مع وفد فلسطيني عالي المستوى زار السعودية اكثر من مرّة تمهيدا لاعتماد السفير السعودي لدى فلسطين.

سماء العلاقات السعوديّة الفلسطينية صافيه لا تشوبها ولا حتى سحب خفيفة، تهب عليها نسائم من الخليج العربي ومن البحر الابيض المتوسّط.