
إحياءُ ذكرى المولد النبوي في البَلدة القديمة

مريم سويطي
أمد/ بزينةٍ تجعلك منكباً على تفاصيلها وجماليات ألوانها ، وعبارات مدح وفخر وثناء ، وترديد الأناشيد الإسلامية والتي تصدح إلى كل المسامع ، وتبعثُ السعادة من نفسِ كُل من يستمع إليها ويتجرد من ثوب القلق والحزم وتتسبب إليه البهجة ، وفرقٌ تنشد المدائح النبوية في وسط البلدة والأطفال يتجمعون حولهم كحلقةٍ من اللؤلؤ ، هكذا احتفل الفلسطينيون بذكرى المولد النبوي في البلدة القديمة بمدينة الخليل ،
فتمتلك هذه الذكرى مشاعر روحانية خاصة ومميزة لأهالي البلدة ، يوزعون الحلوى والسكاكر على الأطفال والمارة ، ويشترونها ابتهاجاً فمولد النبي ( صلى الله عليه وسلم) كان ربيعاً للقلب وحناناً ودفئاً لفؤادِ كل مسلم .
وبعد ذلك يهرول الأطفال مبتهجين مرتدين العباءات واللباس التقليدي الفلسطيني والفرحة تغمر أرواحهم مرتسمةً على وجنتيهم ، جنودٌ يقفون مدججين بالأسلحة على الحاجز العسكري ، يفتشون المارة ، فتتجلى ميزاجيتهم بالسماح للفلسطيني بالدخول أم العودة ، مستوطنون يعتدون على المواطنين تحت حماية مشددة من قبل قوات الاحتلال ، وعلى الرغم من العراقيل والقيود والحواجز التي يفرضها الاحتلال الإسرائيلي على البلدة القديمة ، يتوافد الفلسطينيون إلى مسجد الحرم الإبراهيمي لأداء الصلاة ، والاحتفال بذكرى المولد النبوي ، والتمعن في جمالية المكان ، فبمجرد رؤية المسجد تتجرد من الحزن وترى النور الخافت، في البلدة القديمة عبق التاريخ وألم الحاضر ، ،لتبقى البلدة القديمة شريانُ الحياة في الخليل .